حدودها …. الخيال ؟!


 

580Galaxy-Hugo-ngc4565

حدودها الخيال : عبارةٌ لطالما سمعتُها من شقيقي الأصغر , يرددها بين الفينة و الأخرى  كتعبير منه عن إعجاب ساخر , أو إندهاش من غير مألوف مرّ به … يطغى عليه التهكم و الغمز من قِناة المتكلم غالباً …

أذكر أنني سألته من أين أتى بهذه العبارة ؟ . أذكر بأنه أجابني وقتها , لكنني لم أعد أذكر فحوى إجابته …. غالباً إستحصل عليها من دعاية لإحدى المصنوعات التجارية المستوردة من تلك التي تعّج بها فضائيات الوطن العربي الكثيرة و التي في أغلبيتها لا تُحتمل من حيث الهدف و المحتوى … ربما كانت دعاية سيارة … أو أداة ما أو منتج مصنوع أو مزروع … لا أذكر حقيقة …

********************

هذا كلامٌ مر عليه وقت طويل , لكنه  في الآونة الأخيرة و في خضم ما يحدثُ هنا .. و هنا … و هنا ….. و هناك ؟! أعادت إليّ شتات ذاكرتي هذه العبارة .

حال الأمةّ … حدوده الخيال . حال الوطن – حدوده الخيال ؟ , حال الناس .. تجاوز الخيال , حال الحدث و المتحدثين .. و القاطعين و الواصلين .. الزاعقين و الصامتين … المطبّلين و المزمرين و المهلهلين , الخارجين و الداخلين … حال جميعهم فاق و تجاوز كل خيال …

إختفت جميع الألوان … لا أدري ربما تلاشت و تقهقرت إلى ما وراء الخيال … أو إنخمصت في لجة البحر .. أو غيابات جب يوسف الصديق … لا أدري .. بالتأكيد  بقيّ لونان إثنان : أولهما … يُسمى ( معنا ) .. و ثانيهم ( ليس معنا )… و لك حرية الإختيار .. يا عبد الله … بين أن تصطبغ بلون – معنا , أو تستحم بلون – علينا  ؟؟ لك الخيار يا سيدي …. من باقة الخيارات الكثيرة هذه !!! . 

********************

حدودها الخيال : عبارة أصبحت تظهر أمام عينيّ بكل خطوة أخطوها , أو  عطرٍ أتنشقه , أو حرفٍ أرسمه … أثناء تنقلي في شوارع الوطن سيراً على الأقدام ..

هذه العبارة .. أصبحت تعترضني عند كل ناصية أو زاوية و مفرق … بل بتُّ أراها و قد إرتسمت على وجوه كثيرة … لم تطرق باب خيالي يوماً , فقط بين تلك الليلة و ضحاها .. أصبحت هذه الوجوده و القسمات تنتمي إلى ذوات حدود الخيال .

ناهيك عن الشارات  و العبارات  … و المواقف و الأراء و المهاجمات اللسانية و الصّورية .. و الفضائحية … و الإنعطافات المبدئية …. و التي حقيقةً تجاوزت كل خيال .

أما أمير الأمس … فعندما أصبحنا نحن بنور الله … أصبح هو بغير  ذلك … فكان فاسق فاجر … هو , فاسد و خائن و عميل , و من أصول غير سّوية و ربما حتى غير بشرية , و في روايات أخرى أنه الشيطان الرجيم … و زوجته و أعمامه و أخواله , و عقوده التي أعطيت له بسخاء ( لنبني) و هو يبيع ,   (نزرع ) … و هو  ( يحصد ) .. كلها تبخرت إلى ماوراء الخيال … من أي خيال هبطت كل هذه الحدود … وحده الله العليم … ألم تكن معروفة من قبل؟؟!! . أنه مجرد سؤال غير بريء …. أطرحه و أنا عن حسن النيّة ناءٍ و بعيد  عن ذلك الأمير السمين المتربع على جزيرة الإعلام و النفط و البغاء السياسي متى سنحت له فرصة .

********************

قال الشيخ … فرد عليه تسعون و ألف ألف شيخ , و حليق أنيق … تناتف الشيوخ اللحى , تتطايرت العمائم هنا و هناك ….  تساقطت ربطات العنق الحريرية و إلتوت , تمزقت السترات الأوربية و البناطيل المكوية و حفنات الأوراق و المستندات و الوثائق , التي تثبت بأنه عميل ابن عميل حتى مسافة سبعمائة   فرسخ و ميل … ناهيك عن صفعة فوق الأثير … هنا … و لكمة هناك … لابأس و لا ضرّر ببعض عبارات الشتم و السب و التقريع , و خليط من العبارات النابية لإضفاء جو من الحماس و الولاء و قوة الحجة للآخر – المريب و المشكوك في إنتماءه و هويته .. حتى و إن ولد على ذات الأرض و يحمل ذات الهوية و جواز السفر .. هكذا أُخذنا على حينِ غرّة . فلم تعدّ سفاسف الأمور و الساقط من الكلام العلنية و الأثيرية … من مكونات حدود الخيال ….. بل هبطت جميعها بلا طرق باب أو إستئذان ؟؟؟!!! .

********************

حدودها الخيال : ….. أرددها عندما أسمع أحدهم يطلب مساعدة حتى لو كانت من الشيطان لتعينه على أخيه الإنسان , كثرت الشيطان و تعددت أحجامها و صفاتها و ألوان أعلامها …

 حدودها الخيال : … أقولها و أنا فاغر الفاه … عندما أسمع من يطلب و يطالب بسحب جنسية فلان و فلان و فلان لأنه قال ؟؟ … هل الجنسية تُسحب متى شاء بعضهم , هل هي مجرد ورقة ..تُعطى و تُسحب منه متى أراد من لم يرق له كلام .

تخيّل سيدي أنك تستيقظ ذات صباح / مساء .. لم يعد هناك فرق .. لتجد من يقول لك .. أنت … من الآن فصاعداً لن تكون أنت , عقوبة مخزيةً لك لأنك قلت ؟؟؟؟ عندها سيكون لك لقبان … الأول : خائن … الثاني : هائم … كأن الأول لم يكفي غريمك و لم يشفِ غله …

 

حدودها الخيال : إستخدمها عندما تدمع عينيّ عند عبارة …. سقط الشهيد تلو الشهيد … تلو الشهيد … … لا تدمع على شهادة منّ الله عليهم بها … بل لأنني أين سقطوا هؤلاء الشهداء !!!!! و على يد منّ ؟؟؟؟ ليتها كانت شهادة على تخوم , أو مقارعة أعداء لله و الوطن …. لكانت دموع فرح و فخار ….

أنهي كلامي بما بدأته :حالٌ …. حدوده الخيال .

Dr . Walid Sham

2 comments on “حدودها …. الخيال ؟!

أضف تعليق